صلاة الاستخارة وأهميتها في الحياة اليومية


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد في هذا المقال سوف نتعرف على صلاة الاستخارة :
مفهوم صلاة الاستخارة وأوقاتها المشروعة
صلاة الاستخارة هي عبادة مشروعة في الإسلام تهدف إلى طلب المشورة والتوجيه من الله تعالى فيما يتعلق بالقرارات المهمة في الحياة. تُعدّ الاستخارة من الطرق المؤمنة للحصول على رضا الله والتوجيه السليم في الأمور التي قد تحير الإنسان.
ومن الجدير بالذكر أن هناك أوقاتًا مشروعة لأداء الاستخارة، وتكمن في الأوقات المخصصة للعبادة والطاعة، ما عدا الأوقات الثلاثة التي تكره فيها الاستخارة. هذه الأوقات هي بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وعند استواء الشمس في وسط السماء، إذا كان الشخص سيصلي قبلها ركعتين. أما إذا كان الشخص سيستخير بعد صلاة سبقت مثل صلاة الفجر أو صلاة العصر، فلا مانع من أن يدعو بالدعاء المأثور بعدها ويكون بذلك قد استخار.
ووفقًا لمذهب الشافعية، يحق للشخص أن يصلي ركعتين للتمتع بفضل الاستخارة في الأوقات التي تكره فيها الاستخارة في حرم مكة، وذلك استنادًا إلى حديث جبير بن مطعم الذي رواه الترمذي وغيره، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار”، وذكر أيضًا أن ركعتي الطواف مثل ركعتي الاستخارة.
أهمية صلاة الاستخارة في الحياة اليومية
تعد الاستخارة أداة مهمة في حياة المسلمين، حيث توفر لهم التوجيه والمشورة من الله تعالى في قراراتهم الحياتية. إليك بعض أهمية الاستخارة:
- الاعتماد على الله والثقة بقدرته
الاستخارة تعكس اعتماد المسلم على الله وثقته بقدرته على إرشاده وتوجيهه في كل الأمور. فعندما يستخير المؤمن، فإنه يظهر استعانته بالله ويتوجه إليه في طلب الهداية والتوجيه. - تفادي الخطأ والتردد
الاستخارة تساعد المسلم على تفادي الخطأ والتردد في اتخاذ القرارات الهامة. فقد يكون لدى الإنسان العديد من الخيارات والبدائل، ومن خلال الاستخارة، يسأل الله تعالى أي الخيارات هو الأفضل له والأكثر نجاحًا ورضاً من الله. - السعي نحو الصلاح والرضا
الاستخارة تساعد المؤمن على السعي نحو الصلاح والرضا في حياته. إذ يُعلم المسلم أن الله يعلم ما هو خير له في دينه ومعيشته وعاقبة أموره، وبالتالي فإن الاستخارة تساعده على تحقيق هذا الخير والصلاح في حياته. - تفويض الأمور لله والاستجابة لقضاءه وقدره
من خلال الاستخارة، يقوم المسلم بتفويض أموره لله واستجابة لقضاءه وقدره. فعندما يستخير المؤمن ويدعو الله تعالى أن يختار له ما هو خير، فهو في الواقع يعترف بأنه لا يملك العلم والحكمة الكاملة، ويقدر قدرة الله على توجيهه نحو ما هو خير له. - الشعور بالسكينة والطمأنينة
عندما يستخير المسلم ويثق بقرار الله وتوجيهه، يشعر بالسكينة والطمأنينة في قلبه. فإنه يعلم أنه قد قام بالخطوة الصحيحة وأن الله سيكون معه ويوفقه في قراراته.
باختصار، يمكن القول أن الاستخارة تمنح المسلم الهداية والتوجيه الإلهي في حياته، وتساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة والناجحة، وتزيد من اعتماده على الله وثقته بقدرته وحكمته.
طريقة أداء صلاة الاستخارة
لأداء صلاة الاستخارة بشكل صحيح، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- الاستعداد الروحي والنية الصادقة
يجب أن يكون المستخير مستعدًا روحيًا للتوجه إلى الله وأن يكون لديه نية صادقة في طلب التوجيه والهداية من الله تعالى. - الأداء الطهارة
يجب أن يكون المستخير في حالة من الطهارة الجسدية، ويمكنه أن يأتي بوضوء قبل الاستخارة. - الدعاء بالاستخارة
يتم الدعاء بالاستخارة بنية صادقة وباللغة التي يتفهمها المستخير، حيث يمكن أن يقول مثلاً: “اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا يذكر الأمر المحتار) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به”. - التوكل والثقة بالله
بعد الاستخارة، يجب على المسلم أن يثق بقدرة الله ويتوكل عليه، وأن يؤمن بأن الله سيهديه إلى ما هو خير له. - البحث والتدقيق
بعد أداء الاستخارة، يمكن للمسلم أن يقوم بالبحث والتدقيق في الأمور المحتارة، مع الاستماع للرأي المستنير والاستشارة للأشخاص الموثوق بهم، مع الاعتماد الأساسي على الهداية الإلهية التي يمكن أن تظهر له في هذه العملية.
استخارة الأمور المتعلقة بالشريعة
تذكر أنه فيما يتعلق بالأمور المتعلقة بالشريعة الإسلامية والقوانين الدينية، يجب على المسلم اللجوء إلى العلماء والفقهاء المؤهلين لاستشارتهم والحصول على الفتاوى المناسبة. فالعلماء هم المختصون في فهم الشريعة وتطبيقها، ويمكنهم تقديم التوجيه المناسب في هذه الأمور.
في الختام ، يجب على المسلم أن يلتزم بالاستخارة في حياته اليومية وأن يثق بقرار الله وتوجيهه. فالاستخارة هي أداة مهمة تساعده على اتخاذ القرارات الصائبة والتفويض لقضاء الله وقدره. لذا، نسأل الله تعالى أن يهدينا ويوفقنا لاتباع الطريق الصحيح في حياتنا.